عرفها منذ أن كانت بواكير أنوثتها تنمو
اشتهاها حتى كأنه يسمع صهيل أنوثتها في أذنه
و تنهداتها في قلبه
لكنه كان رجلا صياداً غواص عاشقاً البحر
باحثاً عن اللؤلؤ في قاع البحار
كلما غاب و أبتعد هاجت في نفسه لواعج
الرجولة نحو لؤلؤته المكنونة
على الأرض كان يجمع الكلمات بنماقه ليفاتحها بما في قلبه
كان يريدها لتذوق ثمار رجولته المنسية في سعيه للرزق
و ما أن حط رحاله في البر و التقاها حتى نسي ما حفظ من كلام
وجد نفسه مبادراً بالقول تزوجيني يا لؤلؤةَ
انت تشبهين اللآلئ التي ابحث عنها في قاع البحر
فأنت لؤلؤتي التي وجدتها و أرغب بالاحتفاظ بها
لكنك رجلٌ بحار و البحر لا يرحم و أخاف أن أفقدك
لا تخافي لن أخذلك و لن أتركك
يشهد الله علينا ثم البحر بأن لا يخذل حبنا و يُرجعني إليك
تزوجيني تزوجيني طال شوقي اليكِ
نسيا الماضي والحاضر انتشيا بفرحة اللقاء
شهدت لهما الأرض وشهد لهما البحر
فهو يعلم أنه سيسافر مرة أخرى بحثاً عن الرزق
و حانت ساعة الفراق و اشهدا على حبهما البحر انه سيعود
و سافر منتشياً حالماً بلقاء آخر
و انتظرت عودته و ناشدت البحر أن يُرجعه لكنه لم يفعل
فلما يئست كتبت على رمل الشاطئ أشهدناك على حبنا
لكنك أكذوبة و أحمق من يصدق الأكاذيب