الأربعاء، 12 فبراير 2020

وهـــم الـصـديــق

وهم الصديق
عرفها منذ أن كانت بواكير أنوثتها تنمو
أحبها بشدة رغب فيها بقوة
اشتهاها حتى كأنه يسمع صهيل أنوثتها في أذنه
و تنهداتها في قلبه
لكنه كان رجلا صياداً غواص عاشقاً البحر
باحثاً عن اللؤلؤ في قاع البحار
كلما غاب و أبتعد هاجت في نفسه لواعج
الرجولة نحو لؤلؤته المكنونة
على الأرض كان يجمع الكلمات بنماقه ليفاتحها بما في قلبه
كان يريدها لتذوق ثمار رجولته المنسية في سعيه للرزق
و ما أن حط رحاله في البر و التقاها حتى نسي ما حفظ من كلام
وجد نفسه مبادراً بالقول تزوجيني يا لؤلؤةَ
لكني لستُ لؤلؤةَ
انت تشبهين اللآلئ التي ابحث عنها في قاع البحر
فأنت لؤلؤتي التي وجدتها و أرغب بالاحتفاظ بها
لكنك رجلٌ بحار و البحر لا يرحم و أخاف أن أفقدك
لا تخافي لن أخذلك و لن أتركك
و من يشهد على كلامك
يشهد الله علينا ثم البحر بأن لا يخذل حبنا و يُرجعني إليك
فهو صديقي
تزوجيني تزوجيني طال شوقي اليكِ
و تزوجا لأيام من العمر
نسيا الماضي والحاضر انتشيا بفرحة اللقاء
مارسا العشق بكل فنونه
شهدت لهما الأرض وشهد لهما البحر
اختزلا حبهما في كل ساعة
فهو يعلم أنه سيسافر مرة أخرى بحثاً عن الرزق
و حانت ساعة الفراق و اشهدا على حبهما البحر انه سيعود
و سافر منتشياً حالماً بلقاء آخر
و انتظرت عودته و ناشدت البحر أن يُرجعه لكنه لم يفعل
فلما يئست كتبت على رمل الشاطئ أشهدناك على حبنا
أيها البحر أن يعود
لكنك أكذوبة و أحمق من يصدق الأكاذيب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق