الأحد، 12 مايو 2013

الحـمــامــة الـمـسـافــــرة

 
كثيراً جداً أسألٌ نفسي
تُرا ما هو الشوق والحنين..؟
ما هي الأهآآآآت و الدمعات و الأنين
ويجيِبُني قلبي على تلك التساؤلات
الشوق لا يكون شوقاً .. إن لم يكن لكِ
ولعينيكِ يامن أحِبٌها أكثر من نفسي
و الحنين لا طعم له ولا إحساس بهِ
إن لم يكن لكِ يا صغيرتي
و الأهآآآآت هي تلك النيران التي تخرج من صدري
تُحرق كل شيء من حولي من شدة لهيبها
و الدمعات هي قطرات كأنها قطرات مطر الشتاء
المشتاق للأرض .. للشجر .. للقمر
و الأنين .. هو ذاك الصوت المختنق في أعماق
صدري بين قلبي وأضُلُعي ... يحاول الخروج
يحاول الهروب من الأسر كي يبحثُ عنكِ
كي يرتوي من شفتيكِ .. ويغرق في عينيكِ
ما قيمة الشوق والحنين إن يكونوا لكِ
ما قيمة وطعم اللأهاآآآآت و الأنين إن لم يكن
لكِ وعليكِ
 
 
 
و تعود تلك الحمامة المسافرة من بعيد
تبحث عن مكان لعشها .... تسكن به
تبحث عن أمان .. لقلبها ...
تبحث عن أحضان تلقي بجسدها النحيل عليها
تبحث عن صدرٍ حنون ... تبحث عن الأمان
فقد أرهقها السفر ... و التنقل بين البلاد
تفتش عن راحة عن سعادة عن حب يحتويها
يغمرها حتى الغرق..
فتغرق فيه وهي سعيدة فرحة ..
لقد أرهقتها الأحزان و الدموع
فهي منذ زمن بعيد تعيش وحيدة
تبحث بين أغضان الزيتون عن السلام
و تبحث بين الغيمات البعيدة و ضوء القمر
عن صوت أو صدى صوت حبيبها الغائب
تنادي بصوتها الضعيف الهزيل المرهق من
عذابات السنين و الشوق و الحنين
تنادي حبيبها فقد رحلت عنه و تركته وحيداً
تائها .. حزيناً ... يصارع الموت
يطلبها يناديها يستجدي منها كلمة حب
نظرة حب و أمل ...
ينتظر منها أن تمد له يدها .. أطراف جناحيها
تنتشله .. تخرجه من الغرق ..
من تحت أمواج الحزن و القهر ..
لكنها تركتهُ حزين .. ورحلت حتى دون وداعه
رحلت وهو مازال حتى اليوم يحبها ويعشقها
ينتظر كل لحظة شروق شمس وغروبها
أن تشرق امامه ببريقها عينيها كما كانت
فهي قد كانت شمسه وقمره ليله ونهاره
سعادته و حزنه .. كانت له كل شيء في حياته
 
 
 
لقد شارفت رحلته في الحياة على النهاية
وهو مازال ينتظرها ... يناديها أيتها الحمامة
تعالي .. عودي .. عودي كما كُنتِ
فمازلتُ أٌحِبُكِ .. وسأبقى أُحِبُكِ حتى الموت
ترا من سيبكيني .. عند موتي عندما ترحلين وتترُكيني
ترا .. من سيكفن جسدي ويسجيه تحت التراب
ترا ... من يسقرأ لي الفاتحة بعد رحيلك
آآآآآآه يا قلبي الحزين
عشت وحيداً و ستموت وحيداً
اوراق الورود و زهور الياسمين حزينة
و أصداء موتي قد دوت في المدينة
كل الناس .. قد إجتمعوا حولي نعشي
يلقون النظرة الأخيرة
فهل يا ترا ستأنين أنتِ .. و تُلقي على قلبي
آخرة نظرة من عينيكِ
فقد كُنتُ ولا زلتُ أعشق عينيك
إن كُنتِ قريبة ... إهمِسي ... بكلمة بحرف
أُصرُخي .. إغضبي .. ثوري كما كُنت تثوري وتغضبي
حطمي ما تشائين من حولك..
فكم كُنتُ أعشق غضبك وثورتك ..
كُنتُ كثيراً ما أتعمد أن أُغضِبك كي تغضبي
و تثوري و تحطمي ...
وفي كل مرة يزاد حُبي وعشقي لكِ
أحب أن أراكِ تغضبين و تُحطمين وتثورين
فقد كُنتُ في تلك اللحظات أراكِ كطلفة
أخذك بين ذراعي ... أمسح دمعك
أُقبل جبينك ... و أُداعبُ شعرك
فتهدأين .. كطفلة بين يدي
فمهما بلغ بكِ العمر ... و تقدمت السنين
ستبقين في عيناي طفلتي ومعشوقتي وحبيبتي
 
يا أيتها الحمامة ... إرجعي إلى عشك
عودي إلى صدر من تحبين
ستجدينه كما كان قبل أن ترحلين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق