الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020

الـقــــــرار

  

و إن كنتِ عاراً فإني به أفتخر ويا لروعة عاري
أعلن اليوم أني قد إتخذتُ قرار
و سأقدم اليوم لكل نساء الكون اعتذاري
لا سلطة لأحد في الحب سوا سلطتي
فالقرار قراري والخيار خياري
عذراً سيدتي فأنا لستُ دكتاتور زماني
لكن .. هذا في العشق هو إحساسي
فلا تتدخلي سيدتي مابين البحر والقبطانِ
فإن أردتِ فظلي على الحياد و إلا سيزيد اصراري
ماذا تُراني أخشى و أنا في الحب كل الشرائع
وأنت نهراً من أنهاري
وأنا من جعلتُكِ سيدة النساء وكوكب في مداري
فابقي صامت لا تتكلمي ولا تتدخلي مابيني وبين النساء
فأنا من يدير مع نساء الارض حواري
و أنا من يعطي إذن الدخول للواقفين على بابي
و أنا من أرسم دولتي وخرائطي وحدودي وأسواري
وأنا من يقرر من ستدخل من النساء جنّة عشقي
من ستدخل منهن ناري
أنا في العشق قد أكون متحكماً متسلطاً لكني قمة في حناني
ولدّي في كل يوم نكهة عشق كنكهة الامطارِ
فإن أعجبكِ عالمي وفي العشق دولتي
فاستقبلي من الآن في الغزل و الأحضان أمطاري
وقد أعلن يوماً ما أمامكِ ضعفي وبعض انكساري
ليس تذلّلاً وإنما عشقاً لكِ حتى تتهيئن يوماً لتأخذي مكاني
لكن .. حتماً لا أحنّي هامتي ورأسي سوا للواحد القهارِ
عيناكِ وحدهما هما قانوني و شريعة أحكامي
و نهداكِ هما أشرعة سفينتي و خصرك مرساتي
و ذراعيكِ دفة سفينتي فقودي السفينة كما شئتي لكن بقراري
فإن كان وطن بعد طول أسفاري فوجهك موطني
و إن كان لي دارً فقلبك هي سكني وداري
فمن يجرؤ على محاسبتي على عشقك
وأنتِ هبة السماء و احلا الاقدارِ
يا أنتِ أين أنتِ يا نجمتي يا شمسي ياقمري
يا كوكبي يا سلطانتي يا مليكتي
إني أحبك أعشقك فليس لدّي في حبك أي تحفظ
فبكِ أعيش حياتي من ولادتي حتى مماتي
إن كنُتِ ذنباً فإني أقرّ و أقدس ذنبي
و إن كنتِ عاراً فإني به أفتخر ويا لروعة عاري
لما أخاف ومما أخاف
و أنا من نامت الدنيا وصحت على صدى كلماتي وأشعاري
و أنتِ قصيدة شعر وحيدة و مفتاح القصيدة بيدي
سافرتُ في بحار ومحيطات النساء كثيراً
لكن عندما سافرتُ في بحرك مازالت لليوم مقطوعة أخباري
يا بستان ورود يمشي بل انت غابة على قدميها تمشي
شفتاكِ تشتعل كنار تفضح مكانها ومكاني
ونهداكِ لشفتاي دوماً في حالة استنفارِ
وعلاقتي بجسدك لا تقل توهجاً من علاقة الثورة بالثوارِ
فتعالي و اقتربي على صدري وبين احضاني
أنا رائع جداً اذا بصدق ووفاء أحببتني
فتعلمّي كيف تفهمين أفكاري و أطواري
كيف لا اكون رائع و أنتِ القاضي و وشهود و محكمة
و أنت قضيتي و إتهامي
أنتِ رفيقة دربي وعمري .. وضوء ليلي ونهاري
أنتِ ماكان من أيامي وما سيكون إن بقيت حياتي
فمن يجروء أن يهددني وأنتِ حراسي و قلعتي وحصوني
و أنتِ جيشي و مدافعي و أسواري
ومن يجرؤ في الشعر ان يبارزني و أنتِ بيت قصيدتي
وأنتِ حروفي و القوافي و أوزان أشعاري
كل النساء منكِ تغار يردن أن يروكِ في أفكاري وأشعاري
الكل عنك يسألني وأنا بداخل كلماتي أخبئك فأنت سر أسراي
فيا صغيرتي إن السفينة قد أبحرت لنهاية مشواري
فاتخذي الان قرارك إما البقاء مكانكِ لوحدك
او الرحيل معي تكملي معي مشوار
الموت لاينتظر احداً .. فدعيني أشبع منكِ قبل وفاتي
فما عاد ينفعك البكاء بعدي والاسى
فقد عشقتك وأتخذت في عشقك قراري
https://www.youtube.com/watch?v=WxpWPtoTOIo

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020

بـعـد ثـلاث سـنـوات

 

وبعد ثلاث سنوات وبل حتى لو بعد ثلاثين سنه
تأكدت أني احبك و أعشقك حقاً
و أنك إمرأة غير كل النساء
و أن كل من كان قبلك كان مجرد سراب
ودخان وأحلام و بل أوهام
و بعد هذه السنين عرفت وأيقنت غبائي الشديد
و أنكِ قمر وشمس و أنك برّ الأمان والسلام
و أني بدونك كطفل أضاع أمه وسط الزحام
وأنكِ أمي وأختي وحبيبتي وزوجتي وطفلتي وابنتي
ومنك تعلّمتُ كيف أحفظ دروسي وكيف أكتبي درسي
وكيف أتقن تهجئة الكلام وكيف أنظم أبيات شعري
وبعد هذه السنين طلبت اللجوء السياسي لدولة الحب
حين إكتشفت أني تعبت وهزمت وأن تمثال غروري قد إنكسر
أمام محراب جمالك وعشقك الأبدي الأزلي السرمدي
وثم حجزت للسفر في كل مطارات الحزن و الألم
فلم تقبلني بلاد الأحزان ولم تقبلني بلاد الحرمان
هي تلك الرومانسية التي دمرّتني وهزمتني
فقد كانت كل النساء لدي مطارات و عيون النساء وجهة السفر
وقد كنتُ أفتش في خارطة النساء عن إمرأة تكون لي وطناً أبدي
أنام على ذراعيها أو في حضنها و أغفو أو أضع رأسي على خصرها
و أتنفس من عطر صدرها الوردي
وبعد سنين رحيلي واسفاري وجدتُ عيناكِ فشعرتُ بالأمان
ولمستُ يديكِ فأيقنتُ أني وصلت لتوّي بر الغرام
وشرعتُ في بناء عاصمة وطني فوق صدرك
وجعلتُ مابين النهدين قصري وقلعتي وحصني
وبعد سنين ثلاث و أربع أبصرتُ معنى كيف تكون النساء
فقد كنتُ ضريراً مهما كنتُ أرى من النساء
وعرفتُ معنى الحرير في لمسة خصرك
و عرفتُ معنى صرخة الآه في لحظة الاحضان
وبعد ثلاث سنين كُنّتِ تسكنين تحت قميصي
كما يسكن في الأغصان فرخ الحمام
وجدتُكِ فجأةً كقطعة سراب و أوهام
وبعد ثلات سنين شاهدت في عينيك الخضراء برهان ربي
و شاهدت نور الحب في يقين
وشاهدت في شفتيكِ جمالا وفي ماء ثغرك الارتواء
وبعدها شاهدت في جسدك نار الجحيم
وبعد ثلاث سنين شاهدت معنى ان يكون الانسان يتيم
فأيقنتُ بعدها انك ستبقين سيدة النساء رغم غدرك
وستبقين لي وعندي مسك الختام