وبعد ثلاث سنوات وبل حتى لو بعد ثلاثين سنه
تأكدت أني احبك و أعشقك حقاً
و أنك إمرأة غير كل النساء
و أن كل من كان قبلك كان مجرد سراب
ودخان وأحلام و بل أوهام
و بعد هذه السنين عرفت وأيقنت غبائي الشديد
و أنكِ قمر وشمس و أنك برّ الأمان والسلام
و أني بدونك كطفل أضاع أمه وسط الزحام
وأنكِ أمي وأختي وحبيبتي وزوجتي وطفلتي وابنتي
ومنك تعلّمتُ كيف أحفظ دروسي وكيف أكتبي درسي
وكيف أتقن تهجئة الكلام وكيف أنظم أبيات شعري
وبعد هذه السنين طلبت اللجوء السياسي لدولة الحب
حين إكتشفت أني تعبت وهزمت وأن تمثال غروري قد إنكسر
أمام محراب جمالك وعشقك الأبدي الأزلي السرمدي
وثم حجزت للسفر في كل مطارات الحزن و الألم
فلم تقبلني بلاد الأحزان ولم تقبلني بلاد الحرمان
هي تلك الرومانسية التي دمرّتني وهزمتني
فقد كانت كل النساء لدي مطارات و عيون النساء وجهة السفر
وقد كنتُ أفتش في خارطة النساء عن إمرأة تكون لي وطناً أبدي
أنام على ذراعيها أو في حضنها و أغفو أو أضع رأسي على خصرها
و أتنفس من عطر صدرها الوردي
وبعد سنين رحيلي واسفاري وجدتُ عيناكِ فشعرتُ بالأمان
ولمستُ يديكِ فأيقنتُ أني وصلت لتوّي بر الغرام
وشرعتُ في بناء عاصمة وطني فوق صدرك
وجعلتُ مابين النهدين قصري وقلعتي وحصني
وبعد سنين ثلاث و أربع أبصرتُ معنى كيف تكون النساء
فقد كنتُ ضريراً مهما كنتُ أرى من النساء
وعرفتُ معنى الحرير في لمسة خصرك
و عرفتُ معنى صرخة الآه في لحظة الاحضان
وبعد ثلاث سنين كُنّتِ تسكنين تحت قميصي
كما يسكن في الأغصان فرخ الحمام
وجدتُكِ فجأةً كقطعة سراب و أوهام
وبعد ثلات سنين شاهدت في عينيك الخضراء برهان ربي
و شاهدت نور الحب في يقين
وشاهدت في شفتيكِ جمالا وفي ماء ثغرك الارتواء
وبعدها شاهدت في جسدك نار الجحيم
وبعد ثلاث سنين شاهدت معنى ان يكون الانسان يتيم
فأيقنتُ بعدها انك ستبقين سيدة النساء رغم غدرك
وستبقين لي وعندي مسك الختام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق