الآن سقط منّي سيفي .. والنباء القاتل أرداني
و تفّجر الحزن بقلبي .. بحاراً من الدمع القانِ
و أعلّنتُ اليوم عليكِ أسفي.. فأضعّتِ نفسكِ بين الوديانِ
بين الكبرياء وبين العنادِ .. كسراب يُغّري الظمئآنِ
الآن سقّطتِ وخرّجتِ من قلبي .. فقد كُنّتِ من بين الرّكبانِ
الآن إسمحي لي أن أكتب شعراً .. لايحمل غير الأحزانِ
لايحملُ إلاّ زوبعة .. ليّست كزوبعة الفنّجانِ
لايحّملُ إلا ألماً .. يتسلّل من بين الأجفانِ
لايحّملُ إلاّ مأسآة .. من قلبٍ كُنّتُ أظنّهُ يهواني
لايحملُ إلاّ غضباً .. يتفجّرُ مثل البُرّكانِ
لايحّملُ إلاّ قافلةٍ من دمعٍ .. يجّري مثل الطوّفانِ
لايحّملُ إلاّ أسوء ذكرى.. لمن كُنّتُ أذكرهُ واليوم ينّساني
لايحّملُ إلاّ حُزّناً .. كسوادِ اللّيلِ لدى العِمّيانِ
لايحّملُ سوى الذّكرى .. وهل غيّرُ الذكرى لدى الإنسانِ
مابالُ السواد في عيّني يتمدد .. مُّذ عرفت في قلبكِ مكاني
برغم ألّمي أذكُركِ فاليوم ميلادك
وكيف لا أذكر.. فلم أقوى على النسيانِ
وكيف أنّسى اليوم من عوّدتني على ألمي
وجرّعتني كأس المّر و الأحزانِ
إنّي أحببتُكِ حُبّاً و عشقتُكِ عشقاً
لو نُثر .. لغّطى كل البلدانِ
مازلّتُ أذّكُر فيّكِ إمرأةً .. أعطتني حُبّاً فاق البُرّكانِ
فأين الشمس تُراها تهاوت .. أم تُراها إختبأت خلف الدّخانِ
والقمر تساقط أشّلاءً .. وتقّطع في كل البُلّدانِ
فكيف تمّزقت أشرعة الحب .. وتبعّثرت فوق الخلّجانِ
قد قٌلّتُ لكِ .. إنّي لا أمّلكُ لكِ إلاّ حُبّاً
و قلباً أحّمِلُهُ فوق حناني
إنّي لا أمّلك إلاّ شعّراً .. يتحّدث عن كل الأشجانِ
لوّ أنّي أمّلكُ قلبين .. لأحببتُكِ بِكُلّ القلّبانِ
قد عشّتُ معكِ زمناً .. لا يكّتب ضمّن الأزمانِ
قد سقط اليوم فؤادي .. صريعاً تنّهشهُ الغّربانِ
ورميّتِ به بين حُزّنٍ و ألمٍ .. يمّضُغُهُ بين الأسنان
ماكان هذا من قّبلُ مكاني .. ماكان جزائيِ قتل الوجدانِ
هل تُراكِ لقّيتِ منّي غير الحب.. ألقّيتِ منّي غير حناني
ألقّيتِ مّني غير العشق .. ألقّيتِ منّي غير الإحسانِ
كيف غدّوتِ الآن يا صغيرتي .. وكيف كُنّتِ في أحضاني
فما بين حياتكِ في الدُنّيا .. وما بين الأخرى غير ثواني
الآن أقمّتِ محكمتي .. ورفعّتِ بين يدّيكِ الميزانِ
فيكف سمحّتِ من قبل دخولي جنّتكِ
و أنزّلتني في قلبكِ دار الرّضوانِ
فشرّبتُ من شهّدِ شفتيّكِ ..
وسبحّتُ حتّى غرّقتُ على جسدِ الرّيانِ
وأغمّضت عيني عن كُلّ إمرأةٍ .. وأنّكرتُ غيرّكِ من الحسانِ
ورفعّتُ صوتي للدنيا .. وأسمعّتُ حبي كلّ الأذآنِ
ودوّنتُ حُبّكِ في شعري.. ليقرأهُ القاصي و الداني
وأسكنّتُكِ في قلبي فكان .. أعظم بُنّيانِ
وسكّنتُ بين ذراعيّكِ .. و أكلّتُ من صدركِ أشهى الرُمّانِ
يامن فجّرتُ لكِ في قلبي .. ينابيعاً لاتحملُ إلاّ العرفان
ونقشتُ إسمك في صدري .. ففاض أشعاراً وأغاني
ياإمرأةً لم تلّقى .. من قلّبي غير الإستحسانِ
ياإمرأةً تضيعُ في عيّنيها .. كل حروف الهجاء والمعاني
ياإمرأةً أشعلّت الحب بقلبي .. وأشّعلت نار الشفتانِ
ياإمرأةً لوّعة نهديها .. تفوق حدّ الغليانِ
ياأمرأة أحبّتني فقالتِ .. قدّ بلغّتُ فيكَ حّد الهذيانِ
وما كتبت يدّي وقلمي غير إسمك
وما سمعت غير صوّتكَ أذآني
تلك حبيبتي الّتي كانت .. واليوم رحلت وتركتني أٌعاني
أهّوى فيها ومنّها كل شيء .. وتهوى ألاّ تلقاني
صغيرتي ماالدينا الا فانيةٍ .. وهل يبقى في الدنيا فانِ
أحببتها وقلبي ملّكتُها .. وجعلّتُها كدماءِ في شرياني
أقسّمتُ على حُبّي أنهُ .. ماكان زوراً ولا بُهّتانِ
وقالت أُكتُب عنوانك لي شعرّاً .. وإحفّظ في قلبك عنواني
واليوم هجرت وخانت وغلّقت .. الأبواب وأقامت الجدرانِ
تُراكِ لما بالحب أقسّمتِ لي ..
إن لم تريدين العيش بمكاني
كنت في حبك كالطير .. لكنّي اليوم لاأمّلك ريش الطيرانِ
كُنّتُ في حبك قمراً .. واليوم لا أقدّر على الدورانِ
كنتُ أمّلك الحنان والأمآن ..
واليوم عرّفت طعم الفقدانِ
وتقف الأهآت بصدري .. كدموع الطفل من الحرّمانِ
والحيرة من تغيّرُكِ تخنُقُني .. لكن لا أمّلك غير الكتمانِ
قد ضاع من رحلة عمري .. فرحي و ضحكي وأمانِ
أحببتُكِ ولم ألّقى منّكِ .. لحّبي وقلبي غير النكرانِ
إنّي لاأمّلك مالاً ولا قصراً .. لا أمّلك اللؤلؤ والمرجانِ
إن كُّنتِ طالبةً مالاً أو قصراً .. قد باء طلبك بالخسرانِ
فأنا لا أمّلك لكِ إلا حُباً .. وحُبّي لا يحتاج لبرهانِ
لا أمّلك لك إلاّ قلباً .. وهل يملّك العاشق غير الوجدانِ
إنّ كُنّتِ عاشقةً قلبي .. فتعالي إخّتبئي بين الأحضانِ
إن كُنّتِ عاشقةً فعلاً وقولاً .. فتعالي نروي ظمأ الأبدانِ
ودعيني يا صغيرتي من شفتيكِ أرّتوي
و أُترُكيني أغّفو فوق الرُمّانِ
أُترُكيني أشُّمُ من بين .. خدّيكِ نفحات الحنانِ
و دعيني أسافر في جسدك .. أرّوي ظمأ الظمّئآنِ
دعيني أقرأ في قلبك وفي .. عينيّكِ صفحات الحب الإنسانِ
دعيني أُبّحر في بحرك .. أرفع رايات الإطمئنانِ
دعيني أرسم وجهكِ على ورق الورد
وعلى الزّهر وعلى شجر البستانِ
دعيني أُطّفئ ناراً من زمنٍ تتوهّج في شفتيّكِ كالبركانِ
ودعيني أُخّمدُ ثورة نهدّيكِ .. بكلماتي ويداي ولساني
دعيني أُحّطم ماكان بيّننا .. من أبوابٍ و حواجز جدرانِ
دعيني أتحدى يأسي من قرّبك
دعيني أتحدّى زحف النسيانِ
دعيني أقّترب منكِ وإقتربي منّي
ودعي عنّكِ إحساس جبانِ
وإنّ أبيّتِ الرجوع و الحب بيننا
فقرأي على ماكان دعاء الرّحمة والغفرانِ
عنّدها سأقول لكِ الآن سقط سيفي
و النبأ القاتل أرّداني
الآن خرّجتِ من قلبي .. فقد كٌنّتِ أغلى الخلاّنِ
و الآن قولي اليوم مات .. من كان ذات يوماً يهواني
اليوم قولي قد مات من كان.. أجمّل فتاة في الكون يراني
اليوم قولي قد مات من .. أنّكر لأجلي كل الفتيات الحسانِ
الآن قولي قد مات الفارس .. شهيداً وسقط الحصانِ
الآن قولي في عيد ميلادك .. اليوم فقط ضاعت أحلام زمانِ
فقد سقط الفارس وبكتّهُ .. حِسانُ الأرض والجنانِ
مابالي اليوم أطرّقُ أبواباً .. لا تعرف في الحب سوا الخُذّلانِ
ما بالي اليوم أهوى إمرأةً .. لا تعرفُ غير الهجرانِ
ما بالي أرّفعُ رايات القرّب .. وهي لاترفعُ الإّ رايات النسيانِ
ما بالي أستجدي منها حُبّاً .. وهي لاتُعّطي سوى النكرانِ
ما بال من كُنّتُ أٌحبها اليوم .. قد نسيت ماكان بيننا بزمانِ
مابالها اليوم قّد أضّحت .. كالبحر لايعرف غير الطوفانِ
مابال القلب الحنون اليوم .. أصبح يهوى الحقد والطغيانِ
فما جدوى الحب لو إحترق .. بنار الأضغانِ
ماجدوى الشوق و الهوى .. إن لم نفي بوعودنا والأيمانِ
ماجدوى الأحضان والشفتانِ إن لم تكن طريق الغفرانِ
اليوم عيد ميلادك صغيرتي
فتناسي ماكان لكِ منّي من الأحزانِ
اليوم في عيد ميلادك أكتب لكِ
أنّّي ما زّلتُ على عهدي لكِ متفانِ
اليوم في عيد ميلادك أقول لكِ
إفرحي .. فأنا لستُ أناني
و اليوم في عيد ميلادك قولي لهم
اليوم قد مات من كان ذات يومٍ يهواني
http://www.youtube.com/watch?v=aj2eoaRn3FQ