الجمعة، 3 يناير 2014

مـضــى .. قـطـار .. الـعـمــر..؟


عند الفراق .. أحسستُ أنه قد مضى
العمر في ثواني ..
وضاعت مني الأحلآم و مات الأمان
ورحلت عني الضحكة و سكنت مكانها الأحزان
وتلاشت كُلُ الأسماء و المكان و العنوان
وتخلى عني كل الأحبة و الخلان 
و تركني الأصدقاء و الأخوان 
وما جت وهاجب الأرضُ كالزلزال و البركان
أين إختفى كل شيء جميل 
أين الورود و الأزهار التي كانت تملئ السهول و الوديان 
أين رحلت كل السفن .. فلم يعُد هنالك 
مرسى ولا شطئآن 
وغدت الدُنيا من حولي كصحراء جرداء
و أنا ,,, بها تائهُ ظمئآن 
لما ضاع الصدق ,, وقُتلت الأمانة
و لم يبقى سوى الكذب و النُكران 


أين ذهب البشر .. أين ضاع الإنسان
أتُراهُ تغير الإنسان .. ؟
أم تُراهُ تغير الزمان .. ؟ أم المكان 
ماتت الفرحة وولدت الدمعة في الأجفان
أين أصبحت الطيور .. لما هجرت الأغصان
لما سكتت القيثارة عن عزف الألحان
أين الوفاء .؟ أين الإخلاص بين الناس 
بين الأحِبة .. بين الأخوة ,,, بين الأصدقاء
أين .. العدل في الدنيا .. و أين الميزان
أين زهر الياسمين ..؟ هل تُراهُ رحل
أن إستباح دماءه الخوان و الجبان 
أين عِطرُ الورود و أين زهر نيسان
أين .. غادرت حباتُ المطر .. 
فلم يعد يتساقط .. حتى هتان
أين جمالُ الفتيات .. ؟ أين خجلُ العذارى
أين .. الحِسان ..
أين غدا الأحبة .. أين نحنُ العاشقان
أين ... تاه القلبان
أم تُراهُ مات القلب .. و توقف عن الخفقان
أين تُراهُ ذهب الحب .. 
أم الأرضُ توقفت عن الدوران 
هل ضاع العقلُ و حل مكانهُ الهذيان
و تفشت الأسرار التي بيننا ولم تعد طي الكتمان .. 
أين أيامُ العشق و الغرام .. أم طواها طول الفراق و النسيان
من تُراهُ محى ,, أثر القُبُلات عن الشفتان
من جفف الشهد الذي كُنتُ أرتوي منه 
من فوق اللسان 
أين حُبُكِ.؟ أين لهفتك .؟
أين لهيبُ شوقك .؟ أين الوجدان,.؟


أين سِحُرُكِ.. أين بريق العينان
أين ضحكك .. أين همسك..؟ 
أين سُلطانك .. أين الصولجان
أين وكيف ضاع منكِ الشوق و اللهفة و الحنان
أين ضاعت قُبُلاتي التي رسمتُها على الشفتان ,, و طبعتُها على الوجنتان
أين نار ولهيبُ الشوق . كيف إنطفأ في الأحضان
أين تلك النشوة .. و الأنوثة و العنفوان
أين ضاعت ضمة صدرك للولهان
أين خصرُكِ الفتان.؟ أين شهوة شفتاكِ التي كانت لا تعرفُ الإستئذان
كيف سكن حُبُكِ.. بعد أن كان كالطوفان
كيف خمد شوقك.؟ بعد أن كان بركان
أين صوتك الذي كان كتغريد الكروان
و كلماتُ الغزل منكِ كأنها أجملُ ديوان
و شعرٍ و أبيات لا تحتاج لأوزان
أين كُنتِ . وكيف كُنتِ ؟؟
قومي .. إنتفِضي .. إحملي راية العصيان
على الفراق .,, وحطِمي قيود 
البُعدِ والهجران
و أعِيدي سيرة العاشقان 
أعيِدي خفق النبض للقلبان
فقد مضى قِطارُ ,, الحب 
و ضاع العُمر في ثوان
فلا حب ولا وفاء من حولي سوى
الصمت و البكاء
وليس سوى الهجر و الجفاء
كيف ضاع كل هذا .. أين تُراهُ ضاع
أتُراهُ ضاع منكِ أم تُراهُ مات ..؟
لما كان منك كل ما كان 


لما كان منكِ الغدرُ والخداع
لما كان منكِ الهجرُ دون وداع 
لما كان الكذب .. على قلبٍ عاشق حيران
هذا ما كان منكِ .. فلا تلوُميني ولا تلومي الزمان .. ولا تلومي قلبي الإنسان
إن كان قلبي أحب .. البعدُ عنكِ و النسيان


هناك تعليقان (2):

  1. صعب جدا رحيلهم من حياتنا وكأنهم يأخذون معهم الأكسجين

    ردحذف
  2. كلامك اكيد صحيح ومش بس بياخدوا الاوكسجين بل كل شيء حتى نبضات القلب وكل الحياة

    ردحذف