كنتٌ أسير ذات ليلة .. وكما كل ليلة وحيداً
لا يُصاحِبُني سوا .. بعضُ ٌ من أوراقي وقلمي
قلمي الذي بدأت علاماتُ السنين و الأيام
تظهرُ عليه.. فقد شاخ .. كما شاخ قلبي
من كثرة الهموم و الأحزان ..
ضعُف .. فلم يعد كما كان قوياً
فقد أثكله .. و أتعبه الحزن و الفراق
نظرتُ إلى السماء.. فوجدت رفيقي في سهري
و همي وحزني .. وأنِيسي في ليالي سهري
ذاك القمر .. و هو في أيامه الآخيرة..
يستعدُ للرحيل .. بوجهه الحزين
فكم سهر معي .. وكم بكى على بكائي
ولكن ما حيلته وهو بعيداً وحيداً في السماء
و بجانبه .. تقف و تسكن بعض النجمات
التي كلما رأيتها تذكرتُ عيون حبيبتي
و بريقها .. ذاك البريق الأخآذ .. الساحر
بريق عينيها الذي لم أُشاهِدهُ في عيون
كل النساء التي عرفتهن من قبلها..
بريق عينيها .. يحملُ القوة .. السحر الكبرياء
يحمل القسوة و الحنان يحمل الحب و الشوق
يحمل .. الحاجة للإحساس بالأمآن
بريق عينيها .. يحمل الخوف ..آآآآه منكِ يا تلك
العينان ... كم أشتاااااااااااااقُ لكِ ولسيدتك
فكرتُ أن أضع صورة عينيكِ وسط كلماتي
كي تزيدها بريقاً .. وسحراً
ولكني .. لا أحب أن يرى عيناك غيري
أعرفُ .. و أعلمُ أن شخصاً آخر سواي
يراهما ليل نهار ..
آآآه كم أحسدهُ على ذالك
كم كُنت أتمنى أن أكون أنا ...
و أنتِ .. من كان يجعلُني أحلُم بهذا
أكملتُ مسيري في طريقي ..
نظرتُ إلى السماء حيث الغيوم
و أنا أحلم .. و أتذكرُ
عندما كُنتُ أقف أمام شرفتُكِ .. أنتظرُ لساعات
و ساعات .. قلقاً .. خائفاً .. أن لا أراكِ
فأيقظتني من أحلامي و ذكرياتي
بعضُ قطرات من حبات المطر تتساقط بهدوء
وكأنها تهمسُ لي .. بكلمات قادمة منكِ
وهي تحمل معها .. الكثيرُ والكثيرُ من الذكريات
آآآهٍ كم كُنت أعشق وبجنون أن أقف في الطريق
أمام شرفتك.. والمطر يتساقط ..
آآآآآآآآآآآآهٍ كم كان شعوري حينها
إحساس بالفرح ... إحساس باللهفة و الشوق
إحساس بالحزن والحسرة لأنكِ لستِ معي
ولستِ بقربي .. وعيناكِ عني بعيدة
كُنتُ أعشق الآنتظار تحت المطر ..
على أمل أن يخفف تساقطه من نار لهفتي لكِ
وشوقي لكِ.. وأنا أدرك تماماً أنه لاشيء
سيخفف أو يطفئ لهيب حبي لكِ
فكلما .. إزداد بعدك عني .. إزداد شوقي لكِ
وكلما .. طال إنتظار .. أجد الصبر من الله أمامي
أحبك.. أعشقك.. كم أتوق شوقاً أن أقول
هذه الكلمات لكِ.. و عيناكِ في عيناي
وقفتُ.. أتأمل و أنتظر و أنظر إلى الشوارع
و الطرقات .. وهي فارغه .. ليس بها سواي
فجميع الناس .. خلف جدران حجراتهم
أمام المدفئة .. يفِرون من البرد و المطر
وأنا ..أقف تحت المطر .. في البرد القاسي
لا أشعر بأي شيء .. لا أشعر ببرودة المطر
لا أشعر ببرودة الهواء .. لا أشعر إلا بنار حبي لكِ
تزداد لهيب و إشتعال مع كل حبة مطر تسقط
وكم يزداد لهيب ناري و شوقي و أنا أراكِ
تخرجين من حجرتك لتلك الشرفة .. تنظرين الى الطريق
تنظرين إلى السماء وهي تمطر وأنا حيث أنا إقف
ثم ..أجمل لحظات حياتي .. عندما يدق جرس
هاتِفي .. معلِناً .. قدوم رسالة .. أنظر لها
أجدها منكِ .... يا إلهي .. يا الله
وتزداد سعادتي .. ويزداد حزني معاً
أقرأ الرسالة .. أجد فيها بضع كلمات قليلة
لما تقف هكذا تحت المطر .. السماء تمطر بشدة
و الرياح قوية و باردة جداً
إذهب من هنا ... أخافُ عليك من المطر
عندها وقفتُ .. بكيت .. شعرتُ أن دموعي
أكثرُ من المطر المتساقط .. وكم تمنيت أن
تمسح تلك الدمعات أنامِلُكِ الناعمة
آآآه من المطر و الشتاء .. أُحِبُهُ و أكرههُ..
أمسكتُ .. أوراقي التي من شدة فرحي كادت
أن تسقط على الأرض .. كتساقط المطر
رعدٌُ و برقُُ وريح
خوف وقلق ....... وقلب جريح
أحاسيس و مشاعر متناقضه
ولكنها مفرحة.. لأنها منكِ ولكِ
و تمضي الأيام و الشهور و السنة
و تمضي الفصول .. و يأتي من جديد الشتاء
وهو يحمل ذكرياتي معكِ ولكِ ومنكِ
لكن هذه السنة وهذا الشتاء مختلف تماماً
فأنا في بلد ... و انتِ ببلد آخر
لا أراكِ .. لا أشم رائحتكِ وعطرك
لا أرى عيناكِ ولو من بعيد
المطر ذات المطر .. الهواء ذات الهواء
البرد ذات البرد .. النجوم كماهي ..
القمر كما هو ..
إنما الذي إختلف و تغير ... الطريق الذي
أقفُ فيه.. ليس أمامه .. بيتك و حجرتك و شرفتك
آآآه ما أقسى نار الفراق
أشعر بقلبي يقف ..
قد تكون هذه آخر كلماتي
أحبك .. أعشقك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق