الأحد، 3 فبراير 2013

حــكـــايــة .... نــســر


أحن إلى أيامي 
أحن إلى أحلامي 
وأحن إلى تغريد العصافير 
و أعشاش الحمائم
و غيوم تسير بهدوء ..
كأنها مُثقلة من كثرة الهموم 
و حبات مطر .. تتساقط 
كل حبة في إتجاه مختلف 
ومكانٍ مختلف .. و نسمات ليلاٍ تأتي
و نسمات ... تغدو... لا تعرفُ أين
و دقات .. قلب ينبضُ حنين وشوق
و عينان حائِرتان ... تائِهتان 
و أفكاراً تولد وأُخرى تموت
الليل طويل .. و نسمات ليله الباردة
والشوارع و الطرقات فارغة 
و الأفكار تأتي شاردة 


أُغادر .. مكاني حيثُ أقف 
أمام شرفتها .. و أتُرك قلبي مكاني 
لعلهُ .. إن خرجت إلى تلك الشرفة
يراها ... يطمئن عليها 
يطفئ بعضاً من لهيب الشوق إليها
فلا بردُ الشتاء يطفئه 
ولا حبات المطر ... تُطفِئُه
ليلاُ أسود .. عتمة في كل مكان 
وحيداً أقف .. تارة أجلس على ذاك الرصيف
أمام ذات الشرفة
وهي في حجرتها .. إما نائمه
و إما ... تسهر معه يحضُنها 
يُعانِقُها ... ولكن ... هل تُراها تشعُر 
بالدفئ معه ... وفي أحضانه 
كما كانت معي ...
لقد قررتُ أن أبوح بكل ما في قلبي
نعم أيُها الليل .. نعم أيُها القمر الساهر معي
سأبوح لكما بكل ما في قلبي 
و سأجعلُ تلك الغيمات المسافرة 
تحمل لها من قلبي بعض الحنين
بعض الشوق .. بعض حرارة اللفهة لها
لعلها تشعر بشيء من الدفئ 
كم أتوق شوقاً.. كي أضمها بين ذراعي 
و أُشعِرُها .. بالدفئ في هذه الليالي 
الباردة .. فأنا .. أعرفُ كم تخشى البرد
كم تخافُ من الشتاء .. 
فاليالي الشتاء تُشعِرها بالحزن 
و الخوف .. فقد كانت في ليالي الشتاء
تختبئ بين ذراعي إبيها ... 
لقد حان الآن موعد رحيلي 
سأذهب .. سأرحل بعيداً عنها 
فهي قد إختارت طريقاً غير طريقي
و أحبت قلباً غير قلبي 
عذبتني .. ذبحتني من الوريد للوريد
كحمامة .. كالنسر الذي كان يحلق
في أعالي السماء فوق السحاب
فوق الرياح فوق القمر 
يسافر معها في كل مكان بلا حدود
ثم .. إصطاتدهُ .. كالصياد الماهر 
ليس مُهماً كيف ... 
لأنهُ بالنهاية ...سقط من الأعالي
سقط على الأرض.. أمامها مذبوح
ينزف دماً... ممزق الجسد
بلا أجنحة ... 
سقط .. أمام شرفتها .. فنظرت لهُ
بإبتسامة ,,, وقالت 
الآن ... سقط النسر المحلق
الآن .. ربِحتُ الرهان يا صديقاتي 
لقد قُلتُ لكم... سوف أُسقِطٌ ذاك النسر
و ها هو الآن قد سقط أمامي 
وقد أصبح .. كالخاتمُ في إصبعي
هذا الذي كان بالأمس في السماء مُحلق
اٌنظٌروا لهُ ... الآن في شباكِ مُلعق 
ولكن النسر ... يأبى الإنكسار
ويح قلبي .. ما صنعتُ بهِ
قد أحبني وعشقني حتى الجنون
يا لغرور النساء ..وكيد النساء
تبعثر ما تبقى من كلماتي فوق ذاك الرصيف
حيثُ كُنتُ أقف في كل ليلة 
وهي تنظرُ لي من خلف النافذة 
ومن خلف الستار .. تضحك تبتسم 
وهي تضع يدها في يده وعينيها في عينيه
يبتسمون ويضحكون و للقبلات يتبادلون
وهما ينظُران لهُ .. يشاهِدانه 
ذاك النسر..
ولكن يبقى النسر نسر 
لا يهزمه حزن ولا يكسرهُ قهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق