الجمعة، 1 فبراير 2013

شرب الماء وفق الهدي النبوي

شرب الماء وفق الهدي النبوي مفتاح الصحة
 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب الماء وهوجالس في الأغلب وأوصانا بالشرب ونحن جلوس،ونهانا عن الشرب أثناء الوقوف؛ فقد ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائماً، 
وقال صلى الله عليه وسلم في من نسي وشرب قائماً:لايشربنَّ أحد منكم قائماً، فمن نسي فليستقي الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم المصدر:صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2026 خلاصة حكم المحدث: صحيح.
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلاً يشرب قائماً فقال له" قِهْ" قال:لما؟قال صلى الله عليه وسلم: أيسرك أن يشرب معك الهر؟قال:لا قال:فإنه قد شرب معك من هو شر منه: الشيطان"، صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، الجزء: 1 ، الصفحة:337.
وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:لو يعلم الذي يشرب و هو قائم ما في بطنه لاستقاء تحقيق الألباني:(صحيح) انظر حديث رقم: 5336 في صحيح الجامع.
ولاشك أن في ذلك حكماصحية،نعلم بعضها ونجهل جُلَّها؛ولعل الحكمة من وراء الترغيب النبوي في الشرب في وضعية الجلوس أن ذلك أدعى للتأني والتروي أثناء الشرب،وفي ذلك العديد من الفوائد الصحية:
1) أن شرب الماء جالساأصح وأسلم وأهنأ وأمرأ؛ حيث يجري ما يتناول الآكل والشارب على جدران المعدة بتؤدة ولطف.أما الشرب واقفاًُ فيؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قعر المعدة و يصدمها صدماً، و إن تكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة و هبوطها و ما يلي ذلك من عسر هضم.
2) أن الإنسان في وضعية الوقوف يكون جهازه العصبي متوتراً؛ حيث يقع عليه عبء السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوازن و الوقوف منتصباً. و هي عملية دقيقة يشترك فيها الجهاز العصبي و العضلي في آن واحد مما يفقد الإنسان شعوره بالهدوء و الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط اللازم توفرها لابتلاع الماء، و هذه الطمأنينة تتوفر للإنسن في وضعية الجلوس؛ حيث تكون الجملة العصبية و العضلية في حالة من الهدوء و الاسترخاء و تزداد قابلية الجهاز الهضمي لاستقبال الماء و امتصاصه و تمثله بشكل صحيح.
3) قد يؤدي شرب الماء في وضعية الوقوف (القيام) إلى حدوث انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المنتشرة في بطانة المعدة، و المعروف بالعصب الحائر (Vagus Nerve)، و هذه الانعكاسات العصبية قد تؤدي إلى إطلاق شرارة النهي العصبي الخطيرة (Vagal inhibition) إذا حصلت بشكل شديد و مفاجئ، مما يؤدي إلى توقف مفاجئ لعمل العصب الحائر الذي يغذي عضلة القلب أيضاً، فيتوقف القلب محدثاَ الإغماء أو الموت المفاجئ.
4) يهدد الاستمرار على عادة الشرب واقفاً سلامة جدران المعدة، و ينذر بإمكانية حدوث تقرحات فيها، و يلاحظ أطباء الأشعة التشخيصية أن قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات جرعات الماء بنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابى بالقرحة.
5) ترافق عملية حفظ التوازن أثناء الوقوف تشنجات عضلية في المرئ تعيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة، و قد تحدث في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي و تُفقد صاحبها البهجة عند تناوله

 الماء أو أي شراب آخر.
و قد ورد أن النبي صلى الله عليه و سلم شرب واقفاً، و لكن كان شُرب النبي صلى الله عليه و سلم واقفاً لسبب اضطراري منعه من الجلوس مثل الزحام المعهود في المشاعر المقدسة، و ليس على سبيل العادة و الدوام، فقد شرب صلى الله عليه و سلم قائماً من زمزم ذات مرة ليبين لأمته أن الأمر مستحب و ليس بواجب.
و شُرب النبي صلى الله عليه و سلم واقفاً يفيد جواز الشرب قائماً؛ مما يدل على استحباب الجلوس عند الشرب لا وجوبه، فحمل العلماء أحاديث النهي على الاستحباب و الحث وعلى ما هو أَوْلى و أكمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق