ليل أسود و سماء مُلبدة بالغيوم ..
وحبات المطر تتساقط ببطئ كدموع حزينة
تتساقط من عيون فتاة جميلة خجولة
رحل عنها حبيبها دون وداعها
وقُصاصات أوراق ما زالت باقية على ذاك الرصيف
وحروف كلمات مبعثرة وشوارع مُضاءة
ولكن حتى الإضاءة حزينة فكل شيء حزين
على فراقك وبعُدكِ يا حبيبتي
يا إلهي ,,, وكأني لستُ الوحيد من أحبك
و من يعشقك حتى الجنون
و نجوم في السماء ,, تُخفي بريقها حزناً
فقد غاب من سمائها القمر
وكيف ستلمعُ النجوم ؟ وكيف سيحلوا لها السهر
و كيف سيشدو و يغني الطير لحناً
وكيف سيكتُب القمر حرفاً
ويغني العود ,,ويخرج من قلبه أجملُ صوتاً
وكيف تتفتحُ الورود و الزهور و تفوح عبيراً
و تملئ الكون عطراً
وكيف ,,وكيف ,,و عيناكِ عني بعيده
لا أراها ولا أراكِ
أمسكتُ قلمي و بقايا أوراقي المبعثرة
و حضنتُ عيناي ما تبقى من دموعي المتناثرة
ويراني بعضُ الماره .. أجلس وحيداً
على نفس ذاك الرصيف المُقابلُ لشُرفتكِ
كماهي عادتي كل نهار وكل ليلة
فقد أتى الشتاء .. ورحل و أنا ما زلت أجلس
أتأملُ تلك الشُرفة كعادتي كل يوم وكل ساعة
وكل لحظة أنتظر لعلها تخرجُ إليها حبيبتي
ذات ليلة أو في أي لحظة فأراها
وجاء الربيع,, و أنا أحلامي تأتي كما هي
و تضيع....
ثم أتى خلفهُ الخريف الحزين و الأحلام
و الأمنيات مازالت باقية ..تجلس معي
على ذاك الرصيف تنتظرها كما أنا أنتظرها
وأتى فصل الصيف ,, وأنا كما أنا على ذاك الرصيف
فأشرقت الشمس ورأتني ,, و عاتبتني
و باللوم رمتني ,, وقالت..أما زلت هنا مكانك
أيها العاشق ..؟أما زالت أحلامك باقية بمن تُحب
و تعشق كالجبل الشاهق ..
لقد أتت ورحلت كل فصول السنة ,,و أنت مازلت
تجلس هنا .. تحتضن أوراقك و قلمك و ذكرياتك
و تتأمل تلك الشرفة من بعيد .. تُجدد في قلبك
كل يوم الأحلام المستحيلة بالحبيب و الأمنية
أن تراه ولو من بعيد..؟
فأشفقت الشمس علي وخلف الغيوم توارت
وأنا كما أنا في مكاني باقي,,
يأتي و يذهب الناس و ينظرون لي من بعيد
فمنهم من رأني لأول مرة ,, و أنا مازلت
للأن في مكاني باقي على أملي و ذكرياتي
و إن غادرتهُ لثواني ,,دون إختياري
تركتُ خلفي في مكاني
قلبي و أفكاري ,, و عيناي تنظر و تتأمل
و كلها أمل أن تخرج من حجرتها حبيبتي
إلى تلك الشرفة وتُطل كالشمس
كالملكة على رعيتها
آآآآآآه كم أُحِبُكِ يا سيدتي
يا صغيرتي يا طفلتي
آآآآآه كم أعشقك و أعشق عيناكِ
يا ساحرتي
فمتى من شرفتك ستُطلين ..
كي تودعين بنظرة من عيناكِ
جسدي ,, و قلبي قبل
أن يواريه الأصحاب تحت التراب
فهل تُراكِ ستودعيني
لو بنظرة أو بدمعة
هل تُراكِ ستبكين رحيلي عن الدنيا
و عنكِ ,, هل ستبكين يوم وفاتي
الثلاثاء 8 - 2 - 2011
9.59 مساءً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق