الجمعة، 1 فبراير 2013

الـمـيـت الــحــــي


  الـمـيـت الــحــــي
عنوان غريب قد يكون على البعض وقد يكون
لدى البعض شيء مألوف ...
نعم الميت الحي ,, في البداية أُود أن أطرح سؤال
هل يا تُرا قد جرب أحدكم أن يكون ميت وهو حي
قد يكون الكثير جرب هذا وعاشه و يعشيه
نعم الميت الحي ,, هو أن تكون بجسدك حي
ولكن بعقلك وقلبك و مشاعرك و إحساسك
تكون إنسان ميت ..
فعندما تُسلبٌ منك مشاعرك و إحساسك وقلبك
عندما تُسلبٌ منك كل أحلامك و أمنياتك
كل عالمك و ماضيك ,,ذكرياتك حاضرك
غدك.. كل شيء يُسلبُ منك و أنت
لا تستطيع أن تفعل أي شيء لمجرد أن من سلبك
كل هذه الأمور ,,, هو إنسان أحببتٌه لحد الجنون
وفوق وأعمق و أكثر من كلمة جنون
هنا يكون الجنون و قمة الجنون ..تُسلبُ منك
أحلامك ومشاعرك ويُقتل قلبك,,يُذبحُ كالطير
وأنت تقف مجرد مُشاهد ,,أو في أفضل الأوقات
تصرخ بصوت مبحوح مُختنق ,,لا يكاد يخرُج
من صدرك ويصل شفتيك حتى يعود ويختنق
و يقتل بصمت ,,
  
و هنا أيضاً تكون قمة من قمم الجنون عندما
تستمر بعشق هذا الإنسان ,, وتراهُ في كل وقت
او تسمع عنه ,, أو تراهُ و يدهُ بيد شخص غيرك
تشتعل نار الغيرة بقلبك تكاد تتفجر بداخلك 
كل براكين الدنيا ,, و طوفان الدموع يكاد
يُغرق كل شيئ من حولك ,, ولكن ,,
تعود مرة أُخرى للصمت الرهيب ولكن,,,
هذه المرة صمت ليس كأي صمت سبق
إنه صمت الميت ,, نعم صمت الميت ولكن 
الميت الحي , ذاك الميت الحي الذي يسمع 
ويرى و يتحرك وقد يتحدث ولكن,,, 
كل هذا بلا روح ,, 
عندما تُسلبٌ منك كل أحلامك و أنت تنظر لها
دون أن تستطيع فعل شيء 
تكون الميت الحي 
و عندما تُنتهك عُذرية مشاعرك و قلبك
ولا تستطيع ان تفعل شي 
هنا تكون الميت الحي 
عندما ,, تجتاحُ عواصف و رياح الألم حياتك
وكل شيء بك 
هنا ,, تكون الميت الحي 


عندما يكون من تُحبهٌ و تعشقه هو كل شيء بحياتك
كل عمرك و روحك و دمك و جسدك 
و تكون أنت لهُ مُجرد مرحلة ,, مُجرد محطة 
قطار ,, توقف بها كي يستريح قليلاً 
ثم يُعاود ,, إكمال طريقه وهوايته في السفر
و التنقل بين القلوب و المشاعر 
عندما تُقدم لمن تُحب تنازُلات و راء الآُخرى 
و تجدهُ يستغل هذه التنازُلات ,, كي يستل 
سكينه الباردة ,, و يضعُها في وسط صدرك
حتى تصل إلى وسط قلبك ,, وهو ينظُر إليك 
بكل برود و يضحك ,, لأنهُ قد تلذذ بتعذِبك
ثم تلذذ بقتلك ثم تلذذ بمشاهدتك و أنت 
ستقط أرضاً ,,, صريعاً أو جريحاً
  
وحتى لا يُكلف نفسهُ مُجرد أن ينظُر خلفه
كي يراك ,, هل أنت ميت أو تتألم من الذبح
و يبلغ به الغرور و القسوة و البرود 
أن يرحل ,, حتى دون أن يقول لك شكراً 
لقد كُنت عندي مُجرد مرحلة و محطة
أو مُجرد دُمية ,, لهوتُ بهااااا 
وعندما مللتُ منها ,, وضعتُها تحت قدمي 
هنا ,,, تكون الميت الحي
عندما تراها ذات يوم وعيناها في عينيه
شفتاها في شفتيه ,,, يداها تُعانقُ يداه
صدرُها على صدره ,,, 
تراها وهي تراك ,, و تنظُرُ لكَ نظرة مجهولة
مُبهمة ,, هل هي نظرة سُخرية أو هي 
نظرة إستهتار ,, ام هي نظرة غرور قاتل 
أم هي نظرة إنكسار في عينيها,,؟
وكأنها تقول لك ,, سامحني إغفر لي ماكان مني
أرجوك ,, سامحني ,, نظرة كأنها تُريدُ أن تقول
لك ,, كُنتُ مُجبرة ,, كُنتُ بلا إرادتي 
هنا تكون أنت الميت الحي ,,,,
عندما بعد زمن الفراق,,, تراها فجأة عائدة
تراها من بعيد ,, قادمة نحوك ,,
أو تُرسِلُ لك نظرات و إشارات إستغاثة
أو رسائل ,, غُفران تطلُبُهُ منك
عن خطيئة ,, عن جرح و ألم في قلبك
هنا تكون انت الميت الحي ....؟
و تكون الميت الميت الحي عندما ,,,
تقف بحيرة كالمحيط تغرقُ بها ولا تجدُ امامك 
حتى مُجرد قشة تُمسِكُ بها حتى لا تغرق
تقف بمواجهة سيل وطوفان من التساؤلات
و بركان من نار الحيرة في صدرك
هل تًسامح و تغفر لأنك أحببتُها و عشِقتُها 
هل تغفر لها زلتُها و خطِئتُها تلك
تقف مُحتار ما بين قلبك و عقلك 
تُرا مع من تكون ؟؟؟؟؟
هنا تكون أكثر من الميت الحي 
تُرا,,,,, من منكم شعر بهكذا شعور و إحساس
تُرا ,,, من منكم عايش ويعش 
حالي و حالة الميت الحي ؟؟؟؟؟؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق