سيدتى الغبية .. كنت أحبكِ
نعم سيدتي الغبية جداً
كنتُ أحبكِ بجنون
وكنتُ أصطحبكِ معي في كل مساء الى مدينة احلامي
وأتجول معكِ في طرقات قلبي وأُراقصكِ تحت أضواء
خيالي وأزرع لكِ الورد الابيض في شرفات أحلامي
وأنتِ آخر من يعلم
وأعترف لكِ سيدتي الغبية
بإني رغم الحب
لم امنحكِ يوماً وردة حمراء
ولم أضع في بريدكِ رسالة معطرة
ولم أخترع الحكايات كي أُثير غيرتكِ
ولم احادثك مساءاً كي اسرق صوتكِ
ولم أفتعل الصّدف كي أراكِ
ولم اكتب حروفكِ في كراستي
ولا رسمت وجهكِ فوق وسادتي
كي أُودعكِ قبل النوم
ربما.. كنتُ رجل واقعي جداً
لا أهتم بالتفاصيل الرومانسية للحب
ولا أُؤمن بدور الورد الاحمر في حكايات الحب
ولا بإهمية الرسائل الزرقاء للعشّاق
ولم اكن طفل صغير كي أُصفق فرحاً حين أراكِ
ولا مراهق كي أرتجف خجلاً حين أُصافحكِ
كنتُ شيئاً أكبر كنتُ شيئاً أنضج
كنتُ شيئاُ أعقل
هكذا كنت.. ...
أحبك بطريقتي المختلفة
طريقتي المجنونة المُتعقلة
وكنتُ حين لا أراكِ افتقدكِ
وحين افتقدكِ ابحث عنكِ
وحين لا أجدكِ ابكي
وحين أبكي أغضب منكِ
وحين أغضب أُعاقبكِ بيني وبين نفسي
وأيضاً أنتِ .. آخر من يعلم
وكنتُ أحرص حرصاً تاماً
على ان أُخفي ملامحكِ من قصائدي
وأمسح آثاركِ من كتاباتي
كي لا تشمّ رائحتكِ عند القراءة لي ولا تقرأى نفسكِ بي
فأنتِ أول من يقرأ لي
وأول من لايفهم و أول من لايشعر
وأول من لايدرك
وأول من يُصفق لي بإعجابٍ وغباء
وبالأمس ثار عقلي وأعلن تمرده
على حكاية بارده حدّ الملل
فتسللتِ الي قلبي رغماً عني
وخنقتِ احساسي الجميل تجاهكِ بلا تردد
وأخرجتكِ مني بانكســــــار المهزوم
ونزفتكِ كدمي ولا تنسى يا سيدتي
وتمنيت أحضان حكاية أُخرى اقل غباءاً
اعيد بها طلاء قلبي
وأُجدد بهذا دمي
عندما تأوي الى فراشكِ هذا المساء
أغمضي عينيكِ بهدوء
واسترجعي تفاصيل احتراقي
وجنوني وشقاوتي
وطيشي و طفولتي معكَ
وأشياء أُخرى لم تكن واضحة الملامح
لامراة تمارس الغباء كهواياتها المفضلة
وأتمنـــــــــــــــــى
ان لا يغادركِ الغباء هذا المساء
وتـُـدركى مأساتي معكِ بعد فوات الاوان
فقد تأخر بنا العمر كثيــراً
وأدركنا المساء قبل الصباح
وأُسدلت استار الحكاية الجميلة
وقبل ان يُدركنا المساء
لا تغضبى
كان لا بد أن أنفيكِ بعيداً عن قلبي
فأنا لا أُجيد لغة الغباء
ولا أُطيق وجود امراة غبية على عرش قلبي
وبعد أن ادركنا المساء
شكــــــراً سيدتي..
لغبـــــــائك ِ الذي كان بغير انتهاء
توجتنى أمير خرافي
على عرش الشقاء
علمتني الحب بلا حزن
والبكــاء بلا بكــاء
علمتني الموت بلا احتــضار
والبحث عن وطن كالغربـــــــــــــــاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق